يزور وفد من كتلة «المستقبل» النيابية اليوم بكركي، وهي زيارة استكمال لجولة على المراجع الدينية، والتي بدأت من دار الفتوى منذ يومين، عندما التقت رئيسة الكتلة النائب بهية الحريري على رأس وفد المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان.
وتكشف اوساط الرئيس المكلف سعد الحريري لـ«الديار»، ان الزيارة الى بكركي هي محددة قبل إطلالة البطريرك الماروني بشارة الراعي (السبت) امس الاول، وهي مرتبطة بوضع المرجعيات الدينية والروحية في اجواء جولات ونتائج الحراك الخارجي والذي قام به الرئيس الحريري، وشملت العديد من الدول ومنها تركيا وقطر ومصر والامارات مرتين وكذلك فرنسا. بالاضافة الى اطلاعهم على اجواء التأليف الحكومي، والعقبات التي تحول من دونه وايضاً استشراف ما يمكن طرحه من حلول.
وتشدد الاوساط على ان زيارة اليوم ليست مرتبطة بالموقف من طروحات البطريرك الراعي من الحياد او من المؤتمر الدولي بخصوص لبنان، وتقول ان لا قرار بعد في كيفية التعاطي مع هذه المواقف التي يلتقي عليها اللبنانيون، ولا خلاف على عدم تدخل لبنان في سياسة المحاور او ان يكون في حلف معادي للعرب او ان يكون هناك فصيل لبناني يقاتل خلف الحدود.
وعن المسار الحكومي، تنفي الاوساط ان يكون الحريري قبِل بأي صيغة غير الـ18 وزيراً ومن اختصاصيين وان يكون قبل بصيغة 20 او 22 وزيراً، كما تكشف ان لا وساطات داخلية حالياً، وكل ما يحكى عن وساطة لجمع الحريري والوزير جبران باسيل وعقد مصالحة ليس الا تكهنات اعلامية، ولا علم لنا بها، رغم ان الحريري منفتح على اي طرح ومن ضمن المعايير الوطنية لتشكيل الحكومة.
وما ترفض اوساط الحريري الخوض فيه بعمق وتبرره بالمصلحة السياسية والحفاظ على الاستقرار الداخلي وعدم استحداث مشكلة انقسام جديدة قد تفجر الوضع الحكومي، تتطرق اليه اوساط سنية بارزة ومقربة من دار الفتوى والحريري، حيث تكشف لـ«الديار» ان هناك قراراً سنياً كبيراً في لبنان، بعدم الصدام مع الطائفة الشيعية مهما كانت الاسباب، ورغم ارتفاع الخطاب السياسي والاعلامي احياناً، ولكن لا خيار الا نبذ الفتنة السنية - الشيعية. وكذلك عدم انجرار السنة الى صراع سني- ماروني لا مع «التيار الوطني الحر» ولا مع اي مرجعية دينية كبكركي وغيرها.
وتقول الاوساط ان رأي دار الفتوى و«تيار المستقبل» متجانس وموحد، وان هناك رؤية ستتوضح حول كيفية مقاربة مواقف البطريرك الراعي في مسألة الحياد وهي مسألة سيادية. والطرفان يوافقان على عدم انجرار لبنان الى اي محور من محاور دول المواجهة، او ان يكون ساحة خلفية للصراعات الدولية، او ان يكون لبنان جزءاً من الصراعات العسكرية في سوريا والعراق واليمن، وهو موقف تم تظهيره في اجتماع عقد اخيراً للمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى.
وتشير الاوساط، الى ان الرأي من اي مؤتمر تأسيسي او اي تغيير لاتفاق الطائف، واضح ولا يُشجّع السنة الحديث عن تغيير الطائف او نسفه والذين يروون بإتفاق الطائف انجازاً كبيراً يمكن تعديله والاضافة عليه، ولكن نسفه بالكامل حالياً امر غير واقعي ولا توافق داخلياً عليه.
وتؤكد الاوساط ان الموقف الواضح والرسمي قد يتظهر اليوم بعد لقاء «المستقبل» بالراعي ومناقشة الطروحات التي اطلقها، وصولاً الى اجتماع للكتلة مع الرئيس الحريري والمعنيين، للوصول الى خلاصة رسمية وواضحة تراعي المصالح الداخلية، وتساعد في تشكيل الحكومة والوصول الى حل الازمات الداهمة.